القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص حول البيداغوجية الفارقية


ـ " هي إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمين قصد جعلهم يتحكمون في الأهداف المتوخاة " 

ـ " هي بيداغوجيا المسارات تسمح بإطار مرن؛ حيث التعلمات متنوعة وواضحة من أجل أن يكتسب المتعلمون المعرفة وفق مساراتهم الخاصة "




ـ "هي بيداغوجيا تفريد التعلم تعترف بالتلميذ ككائن له تمثلاته وتصوراته الخاصة بالوضعية التعلمية."

ـ " هي بيداغوجيا التنوع تطرح مسارات تعلمية متنوعة تستحضر خصوصيات كل متعلم، تتنافى بهذا الاستحضار مع مقولة أن الكل واحد في أداء العمل بنفس الإيقاع والوتيرة، وفي نفس المدة الزمنية، وبنفس الطريقة والنهج..." 

ـ " هي بيداغوجيا مجددة لشروط التعلم ؛ لفتحها أقصى أبواب ومنافذ لأكبر عدد من المتعلمين "

التعريف الإجرائي للبيداغوجية الفارقية:

ـ هي البيداغوجيا التي تهتم بالفروق الفردية ضمن سيرورة التعلم وتعمل على تحقيق التعلم حسب تلك الفروق

ـ " مقاربة تربوية تكون فيها الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها مبنية على أساس الفروق والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون في وضعية التعلم. وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية أو سوسيو ـ ثقافية وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطارا تربويا مرنا وقابلا للتغيير حسب خصوصيات المتعلمين ومواصفاتهم "

الأسس النظرية البيداغوجية الفارقية:

1 ـ الأساس الفلسفي

تقـوم البيـداغوجـيا الفـارقـية على مفــهوم أســاسي وهـو قـابليـة الفـرد للتربية والتعلم الشيء الذي يقر العمل التربوي والتدخل البيداغوجي...ويتعارض هذا المفهوم مع مفهوم الموهبة التي ترى أن قابلية التعلم ناتجة عن الذكاء الفطري و القدرات الذهنية والمعرفية الموروثة بنسبة كبيرة جدا.

2 ـ الأساس التربوي 

وفي هذا المجال يحدد ( كانط ) مهمة التربية في " إيصال كل فرد إلى بلوغ أقصى مراتب الجودة التي يمكن أن يحققها."

• إن الطفل أصبح مركز العملية التربوية الشيء الذي جعل (كـلاباريد) يقول: " من الواجب أن تكون المناهج والطرق هي التي تحوم حول الطفل لا أن يكون هذا الأخير هو الذي يحوم حول مناهج قد ضبطت بمعزل عنه" 

• إن العمل التربوي يجب أن يبنى على أسس سيكولوجية أي على معرفة معمقة للقوانين التي تنظم الميكانيزمات الذهنية للمتعلمين. يقول نفس الكاتب في كتابه التربية الوظيفية ص 143 : " أريد أن أبين لكم كيف أن علم النفس وعلم نفس الطفل بالخصوص يقدم لنا معارف حول التلميذ هي في غاية من الأهمية بالنسبة للممارسة التربوية " من أجل ذلك نرى أن التربية الحديثة تدعو إلى بناء مدرسة جديدة تكون أكثر ملاءمة مع التلاميذ في تمايزهم واختلافهم الذهني والوجداني وتعتمد هذه التربية على ثلاثة أركان أساسية :

الاعتراف بوجود اختلافات نفسية لدى التلاميذ

ضرورة الاعتبار بهذه الاختلافات عند التدخل البيداغوجي.

الأخذ بهذه الاختلافات لوضع آليات جديدة لتنظيم العمل المدرسي ( تنظيم الفوج إلى مجموعة أفرقة ).

3 ـ الأساس الاجتماعي :

أ ـ مبدأ تكافؤ الفرص :

لقد أبرزت العديد من الدراسات السوسيولوجية أن الأطفال المنحدرين من أوساط اجتماعية ثقافية محظوظة يمتلكون رصيدا لغويا متطورا من حيث ثراء المعجمية والصيغ.... في حين نرى أن أترابهم المنحدرين من أوساط اجتماعية ثقافية غير محظوظة يفتقرون إلى هذا الزاد اللغوي الشيء الذي لا يساعدهم في أغلب الحالات على النجاح في دراستهم.

توصلت دراسات أخرى إلى أن المـدرسة تلعب دور المحافظة واستنساخ المجتمع أي الإبقاء على نفس الطبقات ,

وتتمثل مبدأ تكافؤ الفرص في الأخذ بعين الاعتبار الفروق ما بين الأفراد أي الحاجات الذاتية لكل فرد في العملية التعليمية التعلمية 

ب ـ مبدأ الحد من ظاهرة الإخفاق الدراسي :

من بين الأهداف الجوهرية للبيداغوجيا الفارقية التقليص من ظاهرة التسرب والفشل المدرسي وذلك بالبحث عن مختلف الحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة التي تقذف بنسبة كبيرة من أطفـالنا إلى الشارع...

وقد اهتمت العديد من الدراسات بهذا الموضوع قصد تحديد الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة. وقد تأثرت هذه المباحث بالجوانب النفسية أو الاجتماعية التي تنتمي إليها وقد أفرزت هذه الدراسات عدة نتائج نذكر منها : 

- أسباب تتصل بالسياسات التربوية.

- أسباب تتصل بوضع المناهج والمحتويات المدرسية.

- أسباب تتصل بالأنظمة المؤسساتية.

- أسباب تتصل بالطرائق و الاستراتيجيات والأساليب المعتمدة بالتدريس.

وتهتم البيداغوجيا الفارقية بالأسباب الأخيرة ، لعلها تساهم في التقليص من هذه الظاهرة المعقدة والمتعددة الأبعاد والجوانب....

4 ـ الأساس العلمي "علم النفس الفارقي ":

علم النفس الفارقي هو فرع من فروع علم النفس يهتم بوصف وشرح الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات عن طريق استخدام وسائل علمية وموضوعية . ولا شـك أن مظاهر الفـروق الفردية بين الأشخاص عديدة ومتنوعة : فيزيولوجية ، وجدانية ، ذهنية ، معرفية اجتماعية... وسنهتم هنا بالفوارق المتصلة أساسا بالنجاح المدرسي :

أ-*- فروق في مستويات النمو المعرفي :

لاشك أن النمو المعرفي عند الأفراد يتم بصفة متدرجة وأن علم النفس الفارقي أثبت أن كل الأفراد لا يرتقون إلى نفس المراحل تبعا للمرحلة العمرية التي ينتمون إليها.

ب-*- فروق في نسق التعلم

لقد أصبح من البديهي ملاحظة الفروق الفردية بين تلاميذ الفوج الواحد من حيث النسق المعتمد خلال عمليات تملك المفاهيم أو استيعاب المعلومات ... فهناك من يتعلم القراءة والكتابة بصفة سريعة في حين ترى البعض الأخر يخضع إلى أنساق بطيئة لتحقيق نفس القدرات.

جـ -*- فروق في مستوى الأنماط المعتمدة في التعلم 

أبرزت العديد من الدراسات أن المتعلمين يستخدمون أنماطا مختلفة خلال سيرورة التعلم. فهناك من يميل إلى التعلم عن طريق السمع في حين يميل البعض الآخر إلى التعلم عن طريق المشاهدة البصرية أو الممارسة الحسية... 

د-*- فروق في مستوى الاستراتيجيات المعتمدة في التعلم 

يمتاز كل تلميذ متعلم عن زملائه من حيث الاستراتيجيات التي يعتمدها خلال عمليات تملك المعارف وبناء المفاهيم . فما المقصود من استراتيجية التعلم ؟

يعرف المعجم المعاصر للتربية هذا المفهوم كالآتي : " هي مجموع العمليات التي يبرمجها المتعلم طبقا لمكتسباته السابقة وذلك قصد الوصول إلى هدف معرفي معين داخل وضعية تربوية متميزة."

ونستنتج من هذا التعريف أن كل تلميذ يستخدم استراتيجية متميزة في التعلم تختلف عن الاستراتيجيات المعتمدة من قبل زملائه داخل الفوج الواحد. كل ذلك يفرض علينا عدة شروط خلال بناء وضعيات التعليم والتعلم نذكر منها: 

ـ التعرف على الاستراتيجيات التي يستعملها متعلم خلال عمليات التعلم .

ـ مساعدته على تطويرها وإثرائها أو تصحيحها.

ـ عدم إغراقه في نفس الأساليب قصد اكسابه المرونة الكافية وقدرات أفضل على التعلم.

هـ -*- درجة التحفز للعمل المدرسي (الرغبة والدافعية)

تعتبر الدافعية – داخلية كانت أم خارجية – شرطا من شروط التعلم إلا أنها تختلف من تلميذ إلى آخر ويعود ذلك إلى عدة عوامل نذكر منها :

ـ المعنى الذي يعطيه التلميذ للعمل المدرسي (لماذا أتعلم ؟)

ـ مدى استجابة المواضيع المدرجة بالبرنامج الدراسي لاهتماماته الذاتية.

ـ الطاقة التي يملكها لمواصلة التعلم تبعا لحالته الصحية (مرض / ارهاق ...)

ـ نوعية الصورة التي ينسجها المتعلم حول ذاته ايجابية كانت أم سلبية وهي صورة تتأثر بنسبة كبيرة بنظرة الآخرين له خاصة الأنداد / الأستاذ / أفراد العائلة ...

و -*- علاقة المتعلم بالمعرفة المدرسية

بينت العديد من الدراسات المتصلة أساسا بأسباب الفشل المدرسي أن هناك علاقة وثيقة بين نسبة النجاح المدرسي وطبيعة العلاقة التي يقيمها الفرد مع المعرفة عامة والمادة المدرسة بصفة أخص وهي علاقة تؤسس منذ الصغر وتغذيها عدة عوامل ثقافية اجتماعية ومؤسساتية (التصورات التي تنسج حول مادة معينة / صلتها بآفاق التشغيل / العامل المخصص لها خلال التقييم المدرسي ).

يعرف برنار شارلو العلاقة بالمعرفة " بمجموع الصور والانتظارات والأحكام المتعلقة في الآن نفسه بالمعنى والوظيفة الاجتماعية للمعرفة والمدرسة والمادة المدرسة والوضعية التعليمية والفرد ذاته..." 

ز -*- العتبة القصوى للقيادة : 

أبرز علم النفس الفارقي أن كل فرد يتحمل درجة معينة من القيادة أثناء عمليات التعلم بحيث أنه يرفض خلال هذا المسار تجاوز عتبة قصوى للقيادة من قبل الآخرين (معلم / أستاذ / ولي ...) ، وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف وضعيات التدريس بحسب النسب التي تشترطها في القيادة والتبعية : 

ـ الوضعية الجماعية (تعليم جماعي) وهي وضعية تستوجب نسبة ضعيفة من القيادة بحيث يشعر كل تلميذ أنه غير مراقب بصفة مباشرة.

ـ الوضعيات التفاعلية (عمل مجموعي) وهي وضعيات تستوجب نسب متوسطة من القيادة 

ـ الوضعيات الإفرادية : وهي وضعيات تستوجب نسب مرتفعة من القيادة. 

س -*- التاريخ المدرسي للتلميذ:

لكل تلميذ تاريخ مدرسي خاص به (نجاح / فشل / نوعية الدراسة التي تلقاها / نوعية المعلمين والأساتذة الذين تعامل معهم ...) يؤثر بصفة كبيرة في نسبة نـجاحه أو إخفـاقه في دراسته .

ومن الاستنتاجات التربوية لهذا الأساس نذكر ما يلي :

ـ ضرورة تشخيص الصعوبات الفعلية التي تواجه المتعلم (تصورات / عوائق / ثغرات ..).

ـ محاولة شرح وتفسير لمختلف العوائق التي تواجه المتعلم (طرح فرضيات والتثبت منها).

ـ التعرف إلى الأنماط و / أو العمليات المعرفية المستخدمة من قبل الفرد المتعلم وأخذها بعين الاعتبار خلال بناء وضعيات التعلم والتعليم.

ـ بناء وضعيات تعليمية تعلمية وفق الصعوبات والأخطاء الملاحظة.

ـ تنويع الطرائق والأساليب المستخدمة في التدريس.

مبادئ تطبيق البيداغوجية الفارقية

الانطلاق من مكتسبات كل تلميذ لإعانته على تجاوز صعوباته بتثمين مكتسباته 

مراقبة التلاميذ بانتظام و عن كثـب أثناء إنجاز المهمات الصعبة و المتنوعة لتعرف خصوصياتهم و نقاط تشابههم و للوقوف على صعوباتهم والتمكن من ممارسة التفريق أو التمايز تبعا لذلك .

اعتبار التمايز كمقاربة وقائية و كمقاربة علاجية أي أثناء وحدات التعلم و أثناء وحدات الدعم و المعالجة 

الاعتماد على العمل بالأفواج ليتمكن المتعلمون من اكتشاف وجهات نظر أخرى و الوعي بملامح شخصياتهم 

تنويع الوضعيات المقترحة ليجد كل متعلم مهمة وفق قدراته وذات دلالة بالنسبة إليه

التركيز على الأخطاء و العوائق في مختلف المواد

تشجيع التلاميذ على الاستقلالية و المشاركة في تحمل المسؤولية للتمكن من تخصيص مزيد من الوقت لفائدة فـئة المتعثرين .

تنويع الأنشطة و اعتماد تدخلات متمايزة

تنويع المقاربات والوسائل

إرساء مناخ علائقي يثير دافعية المتعلمين و يضمن انخراطه في التعلم
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات